دمعة الفجر الأخيرة في الجديدة
By osama / أبريل 30, 2025 / لا توجد تعليقات / آخر الأخبار, أخبار العائلة, ذكرى وفيات, وفيات

في سكون الفجر الهادئ، حين كانت النفوس تستقبل يوماً جديداً، وبينما كانت منطقة الجديدة تلفها نسمات تحمل عبق ذكريات طيبة، صعدت روح طاهرة إلى بارئها.
روح السيدة الفاضلة مريم محمود محمد الغضبان، تلك المرأة التي كانت نبراساً يضيء دروب عائلتها، وعطراً يفوح في أرجاء منزلها العامر بالحب.
بقلوب يعتصرها ألم الفقد العميق، كأرض جدباء تشتاق لقطرة ماء، ودموع تنساب حارة كشلال حزين، تستقبل عائلتنا المفجوعة قضاء الله وقدره بتسليم مطلق.
رحلت عنا مهجة قلوبنا الطيبة، أرملة الراحل عبدالسلام حدود، أحد أبرز مؤسسي السجل المدني في مدينة العجيلات، والذي قدم خدمات جليلة للمواطنين والقطاع، ووالدة كل من أبنائها الأعزاء، قرة أعيننا: كمال، لطفي، منير، علي، ونجيب. كانت رحمها الله نعم الزوجة لرفيق دربها، ونعم الأم لأبنائها، كريمة والديها امرأة فاضلة ورثت عن زوجها طيب الذكر خصال الخير والعطاء، وتربت على أيدي والدين كريمين غرسَا فيها بذور الإيمان والفضيلة.
في فجر يوم الأربعاء، الثلاثين من أبريل عام 2025، الموافق الثاني من ذي القعدة لعام 1446 هجري، طويت صفحة مشرقة من حياتنا.
صفحة خطت سطورها بمحبة صادقة، وعطاء بلا حدود، وإرث من الخير سيظل يروي حكاياتها للأجيال القادمة.
كانت مريم، رحمها الله، أكثر من مجرد أم وزوجة.
كانت سنداً وعوناً، كانت النور الذي نهتدي به في ظلمات الحياة، والبلسم الذي يداوي جراحنا.
كانت بئراً لا ينضب من الحنان، وشجرة وارفة الظلال نستظل بها من قسوة الأيام.
في منطقة الجديدة الطيبة بأهلها، كانت مريم رمزاً للعطاء والكرم، وكانت كلماتها تزرع الأمل في النفوس اليائسة.
ظهر ذلك اليوم، ووري جثمانها الطاهر الثرى في مقبرة الأفران، حيث استقبلت الأرض روحاً طاهرة صعدت إلى السماء. تخيلنا روحها تحلق في عليين، لتلتقي برحمة الله الواسعة، وتستقر في فسيح جناته.
في هذا المصاب الجلل، نتذكر قول الحق تبارك وتعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.
هذه الآيات هي سلوتنا وعزاؤنا في هذا الوقت العصيب.